فليتك تحلــو و الحــــياة مريرة *** و ليتك ترضى و الأنام غضاب و ليت الذي بيني و بينك عامر *** و بيني و بين العالمين خراب اذا صحّ منـك الودّ فالــكل هيّن *** و كل الذي فوق التراب .. تراب
المتابعون
٢٠٠٩/١٢/٠٩
رثاء زوج عاشق
٢٠٠٩/١٠/٣٠
أعلن مقاطعة الشركات الراعية لحفلة بيونسيه
الخليج للكبلات والصناعات الكهربائية
اميريكانا
(نايل اف ام) إحدي استثمارات عماد الدين أديب
بسم الله الرحمن الرحيم
ارغب في توجيه سؤال الي السيد ا.د رئيس مجلس الوزراء والسيد اللواء وزير الداخلية
تنشر اغلب القنوات الفضائية المصرية اعلانا عن حفلة ماجنة ستقام اوائل شعر نوفمبر ببورت غالب بالبحر الأحمر. هذا الاعلان غير مسبوق في اعلامنا فهو خارج عن حدود العرف و الأدب والأخلاق والذوق والاحترام ويدعو الي الفحش الصريح بل يهدد بشكل مباشر الأمن والسلم الاجتماعيين ولا أدري من الذي سمح ووافق علي نشر هذا الاعلان الفاحش المرفوض ولا من الذي وافق اصلا علي قيام مثل هذه الحفلات الجنسية الصارخة في مصر والدعاية لها بهذا الشكل الفج والمفضوح علي قنواتنا الفضائية
٢٠٠٩/١٠/٠٨
٢٠٠٩/١٠/٠٦
بيان إلى حكام العرب والمسلمين إني لكم ناصح أمين
بقلم: الدكتور راغب السرجاني من المؤكد أن قيمة الحاكم في الشّرع عظيمة، ومسئوليته جليلة، وهو من أقرب الناس إلى الجنة لو كان عادلاً، ولقد ذكر رسولنا r أن الله U يُظِلُّ بظله يوم القيامة سبعةَ أصناف من عِباده، فبدأ بالإمام العادل[1]؛ لأن صلاح هذا الإمام وعدله لا يعود عليه فقط، ولا يعود على مجموعة من الأفراد فحسب، بل يعود على الأمة جميعًا. ومن هنا كان لزامًا على كل المخلصين أن يوجِّهوا نصحهم وإرشادهم إلى الحكام وولاة الأمر حتى يبصِّروهم بما ينبغي فعله، وبما يصلح شأنهم وشأن الرعيّة؛ ولذلك فإنَّ رسول الله r قال في الحديث: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ". ولما سألوه: لمن يا رسول الله؟ قال: "لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"[2]. فبدأ بأئمة المسلمين؛ لأن صلاحهم صلاح الأمّة، وفسادهم فساد الأمّة. ومن هذا المنطلق وجدت واجبًا عليَّ أن أرسل هذه النصيحة المتجردة لله U لكل حُكَّام العرب والمسلمين، وأنا على يقين أن الله U سيحملها عنّي إلى الحكام الذين يحملون في قلوبهم خيرًا؛ عسى الله U أن يغيِّر من أحوالنا إلى الأصلح والأفضل. السادة الأجِلاَّء حكام العرب والمسلمين.. في أيدي الصهاينة المعتدين، والسنوات تمرّ فلا نرى إلا ديارًا مهدَّمة، وأراضي مجرَّفة، وحُرماتٍ منتهكة، والآلاف من الشهداء، وعشرات الآلاف من المأسورين، ومئات الآلاف من المحاصَرين والمجوَّعين، وملايين المشردين. والسؤال: إلى متى هذا الهوان؟! أليس هناك سبيل لتحرير الأرض المباركة؟ أليس هناك وسائل لإرجاع الحقوق إلى أصحابها؟ إنَّ البعض قد يرى القضية معقَّدة غاية التعقيد، وقد نختلف عند البحث عن طرق الحل، فنقترح عشرات ومئات الحلول، ثم نرى أن هذه الحلول ما أسفرت عن شيء، وما حققت تقدمًا، فلا بُدَّ إذن من وقفة، وإعادة النظر في الموضوع برُمَّتِهِ. وإني - أيها الحكام الكرام - قد قرأتُ التاريخ، ووعيت دروسه، ورأيت مثل هذا الموقف عشرات المرات، فكم من بلاد المسلمين احتُلَّ قبل ذلك، وكم من الأزمات مررنا بها، ولاحظتُ أن آليات الخروج من هذه الأزمات واحدة، ولو أخذنا بما أخذ به السابقون لتحقق لنا ما تحقق لهم من مجدٍ وعز وشرف، ومن هنا أحسست أنه من واجبي أن أتقدَّمَ إليكم بهذه النصائح، وشعاري في ذلك شعار الأنبياء: إني لكم ناصح أمين.. أولاً: لا بُدَّ من تطبيق شرع الله U في البلاد؛ فقد أنعم الله عليكم بالتمكين في وطنكم، فليس مقبولاً أن يكون شكرُ النعمة هو تجنيب الشرع، فوالله إنها لأمانة عظيمة، وجب عليكم أن تقوموا بها، وهذه هي مهمتكم الأولى، وشرع الله لا يعني الحدود فقط، ولكنه يعني تطبيق ما أراده الله منا في كل أمور الحياة، وهذا يشمل مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام والجيوش والقضاء والقوانين والمعاهدات.. يقول تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]. والعقل لا يمنع أبدًا تطبيق شرع الله U، بل إنَّ عقلاء العالم من غير المسلمين يشهدون للتشريعات الإسلامية بالروعة والإبهار، وإذا كان البعض يخشى من القوى العالمية - وفي مقدمتها أمريكا - إذا رأت توجُّهًا إسلاميًّا في البلاد، فإني أؤكِّد لكم أن الله U لا يترك من لجأ إليه، وأنكم بتطبيق شرع ربِّكم تنالون نصره وتأييده، وعندها لا تقف أمامكم قوةٌ في الأرض، فإذا أردتم عزًّا في الدنيا فعليكم بالقرآن والسُّنَّة، وإذا أردتم عزًّا في الآخرة فعليكم بالقرآن والسنة، وإذا أردتم عزًّا فيهما معًا فعليكم بالقرآن والسنة. إننا - أصحاب الجلالة والفخامة والسمو - لا يمكن أن نحقِّق نصرًا بغير تأييد الله لنا، والأمرُ بأيدينا، فقد قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. فطلب منا كخطوة أولى في طريق تحقيق النصر أن ننصر الله U، ونصرُنا لله يكون بتطبيق شرعه، وتنفيذ قانونه.. قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]. ومن هنا فأوَّل الخطوات لتحرير فلسطين، وكل البلاد السليبة، وكذلك الخروج من كل الأزمات السياسية والاقتصادية وغيرها، هي - بلا شك - تطبيق الشريعة الغَرَّاء التي سمتْ فوق كل قوانين الأرض. ثانيًا: حفظ مكانة العلماء في الأمة: لسنا في حاجة لتوضيح قيمة العلماء في الأمة، فقد جعلهم رسول الله r ورثة الأنبياء، وهم بذلك قد نالوا شرفًا ما ناله أحد، وإذا أردتم عِزَّة وشرفًا فعليكم بحفظ مكانة العلماء، وتقديم رأيهم، والاستماع إلى نصحهم، فكم من القضايا تلتبس على أفهام الناس، ويكون حلُّها عند عالم مخلص، لا يسعى إلى مديح، ولا يهدف إلى سلطة أو ثروة. ولسنا نعني بإبراز قيمة العلماء أنهم سيقودون الأمة بدلاً منكم؛ فنحن نعرف جيدًا أن الساسة والأمراء لهم نظرة قيادية قد تغيب عن العلماء، ولهم دراية بفنون الإدارة والنظام، وبفنون التفاوض والتصالح، وكذلك بفنون القتال والمعارك.. إننا نريد تعاونًا وتكاملاً بين الأمراء والعلماء، ويوم يحدث هذا التعاون فإننا سنرى ثمارًا لا نحلم بها، ونعيش في مجدٍ لم نفكر فيه. إنَّ حقيقة الأمر - أصحاب الجلالة والفخامة والسمو - أن كثيرًا من العلماء في الأمة الإسلامية ممنوعون - للأسف الشديد - من الكلام، ولا يستطيعون أن يصلوا بنصائحهم إلى شعوبهم فضلاً عن حكامهم، بل قد تجد ثُلَّة من العلماء في غياهب السجون، وقد نُسيت قضيتهم، وضاعت أوراقهم، وهذا وضع لا يُرجى معه رفعة، فاللهَ اللهَ في علماء الأمة؛ فإنهم الذين يحملون مشاعل النور، وبغير كلماتهم تتوه الأمة وتضل. ثم بعد ترتيب البيت الداخلي، والاستفادة من كل طاقاته، فلنوحِّد أقطارنا مع الأقطار المجاورة لنا، وأخصُّ بالذكر هنا مصر والسعودية والأردن وسوريا ولبنان، فهذه دول تحيط بفلسطين الحبيبة، ولا شكَّ أن وحدتها بشكل قوي وحقيقي سيكون له أبلغ الأثر على العدو الصهيوني، ثم ليتسع إطار الوحدة بعد ذلك ليشمل دول العالم العربي كله. وأنا أعلم بوجود الجامعة العربية، لكن كلنا يعلم أنها كيان هشٌّ لا أثر له في إن العالم أجمع يتجه ناحية الوحدة لكي يصلح دنياه بها، أما نحن فلا نصلح بوحدتنا الدنيا فقط، بل نصلح بذلك آخرتنا أيضًا، وهذا أعظم وأجلُّ. رابعًا: توسيد الأمر لأهله: تسقط الأمم وتهلك إذا وُسِّد الأمر لغير أهله، وهذا تضييع للأمانة كما وصف رسولنا الكريم r[4]، فلتعيدوا النظر - أصحاب الجلالة والفخامة والسمو - فيمن حولكم من الوزراء والأعوان، فلو صلح هؤلاء صلحت الرعية بإذن الله، ولا تبحثوا بين الناس عن أهل الثقة فقط، بل ابحثوا قبل ذلك عن أهل الخبرة؛ فإنَّ الله U قدَّم القوة على الأمانة، فقال: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: 26]. فلتكن هاتان الصفتان - القوة في التخصُّص والأمانة في الخُلُق - هما الصفتان الأساسيتان في كل من يحمل مسئولية في دُولكم، وهذا سيكفل لكم استقرارًا عظيمًا في البلاد، وسيدرُّ عليكم خيرًا كثيرًا، هذا فوق رضا ربِّ العالمين، والذي سيسعدكم في الدنيا والآخرة. أيها القادة المحترمون، إن كثيرًا من الزعماء يضلون بضلال أصحاب المشورة الذين حولهم، وقد يتحول الحاكم الصالح إلى غير ذلك إذا لم يحسن اختيار أعوانه وموظفيه، وهي في النهاية مسئوليتكم؛ فالصالح والطالح حولكم، وأنتم الذين تختارون.. يقول رسول الله r : "مَا مِنْ وَالٍ إِلاَّ وَلَهُ بِطَانَتَانِ؛ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لاَ تَأْلُوهُ خَبَالاً، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنَ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا"[5]. وفي الحديث السابق إشارة واضحة إلى أن أهل الشر من البطانة الفاسدة لا يحرصون على القائد، ولا يرغبون في الخير له، إنما يبحثون عن مصالحهم، وليس عندهم أيُّ مانع من تعرض الزعيم لكل شرٍّ إنْ كان هذا يصلح حالهم هم، ومِن ثَم فالقائد الذي يبحث عن البطانة الصالحة ينفع نفسه في المقام الأول. ثم إن الحديث يحذِّر تحذيرًا خطيرًا في آخره، فيقول: "وهو من التي تغلب عليه منهما". فإذا أردت أن تعرف سريرة نفسك، وكيف سيكون حالك مع ربِّك يوم الحساب، فانظرْ إلى أعوانك وبطانتك، فإن كانوا من أهل التقوى والصلاح والعلم والخبرة فأنت كذلك إن شاء الله، وإن كانوا من الفاسدين المفسدين الذين لا يبحثون إلا عن تضخيم ثرواتهم ونفوذهم، فسارعْ بتغييرهم لئلاّ يصيبك أذاهم في الدنيا والآخرة. ثم إن فلسطين ليست أرضًا إسلامية فحسب، بل إنها مقياس الإيمان في هذه الأمة، ولو عظم اهتمامنا بها، فهذا دليل على عظم الإيمان في قلوبنا، ولو ضيعناها فإننا سنضيِّع غيرها. ولقد كانت فلسطين على مر العصور محرِّكة للشعوب الإسلامية، وجامعة لصفوف الصالحين، فكونوا في طليعة هؤلاء تنالوا شرف الدنيا والآخرة. ومن هنا فليس هناك معنى للمنِّ على الفلسطينيين بالمساعدة أو العون، فهذا من ضمن أولوياتنا وواجباتنا؛ ولهذا فعليكم - أيها القادة الغيورون على دينهم وأوطانهم وعرضهم - أن تتبنوا القضية الفلسطينية بشكل كامل، وأن تقدِّموا لها الدعم في كل المجالات، وأن تعينوا الشعب هناك اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، بل عسكريًّا أيضًا، وأن توفروا لهم الدعم الإعلامي الكامل، وأن تقفوا إلى جوارهم في المحافل السياسية، وأن تجمعوا فصائلهم في كيان واحد يكون على قيادته مَن يختاره الشعب الفلسطيني بمحض إرادته. كما عليكم أن تدعموا كل من يقدِّم العون لشعب فلسطين، سواءٌ من الأفراد أو الهيئات والمنظمات، أو الدول والحكومات. إنني - أيها السادة الأجلاَّء - لا أدعوكم إلى خراب أو دمار، بل أدعوكم إلى الشرف والمجد، وهذا ما يثبته التاريخ والواقع، بل هذا ما أقرَّ به المسلمون وغير المسلمين، ومن لا يملك الدفاع عن حقه فلا يلومَنَّ الغاصبين. سابعًا: على من اعترف منكم بشرعية الكيان الصهيوني أن يسحب هذا الاعتراف فورًا قبل أن يلقي ربَّه بهذه الشهادة؛ فالله U يقول: {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} [الطلاق: 2]. ولو شهدنا أن يافا وحيفا وعكا وعسقلان وغيرها من مدن فلسطين الحبيبة أصبحت ملكًا لليهود فهذا هو الجَوْر بعينه، وليس وقوع الحكام السابقين إنه لا ينبغي لكم أبدًا، أن تقبلوا بفتح سفارات تمثِّل كيانًا غاصبًا أسرف في الظلم، ولا ينبغي لكم أن تفتحوا مراكز تمثيل تجاري أو دبلوماسي لهم، ولا ينبغي أن تستقبلوا سائحيهم وتُجَّارهم وفنَّانيهم، وغير ذلك من صور التمثيل، واعلموا أن قدركم سيرتفع جدًّا في عيون شعوبكم إذا أقدمتم على هذه الخطوات، ولا يخفى عليكم ثامنًا: عليكم بوقفة حازمة في الهيئات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، فكلكم يعلم أنها أصبحت كيانًا يكرِّس الظلم في العالم، ولا مكان فيه إلا للأقوياء، وأنتم باتحادكم معًا قوة لا يُستهان بها، فلا تقبلوا بالضيم، ولا ترضخوا للتهديد، ولن تكون نهاية الدنيا أن ينسحب المسلمون من هذا الكيان برُمَّتِهِ إذا استمرَّ على خدمة المصالح الصهيونية على حساب المسلمين. إننا لا نرفض التعاون مع دول العالم أجمع من أجل العدالة والحق والفضيلة، أمَّا أن تُكَبَّل الأمم الإسلامية بقوانين جائرة، وأحكام ظالمة، فهذا أمر لا بُدَّ أن نقف ضده، وأن نسعى لتغييره. ولا تنسوا أن القصة بدأت بقرار التقسيم الظالم الذي أصدرته الأمم المتحدة في نوفمبر 1947م، ولم تجرؤ هذه المؤسسة على إدانة وما قلناه عن الأمم المتحدة ينسحب على كل الكيانات الدولية سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، وأنتم - والله - لستم قلة، بل أنتم كثير كثير، {فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35]. تاسعًا: راجعوا - أيها الزعماء الكرام - مناهج التعليم في أوطانكم، فهي التي تكوِّن الجيل القادم، ولتسلِّموا صياغتها وتصحيحها إلى أهل العلم والصلاح، فلو فسدت هذه المناهج فعلى الأُمَّة السلام، ولتحرصوا على توضيح العدو من الصديق، ولتهتموا اهتمامًا خاصًّا بقضايانا الشائكة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، فليفهم أولادنا وبناتنا القصة على حقيقتها، وليعرفوا عدوَّهم بشكل مفصَّل، وليدرسوا تاريخ رسول الله r معهم، وليتعمقوا في فهم الأحداث المشابهة لذلك في التاريخ؛ كالحروب الصليبية وحروب التتار والاستعمار الأوربي، بل وليدرسوا التجارب المشابهة في العالم كتجربة تحرير فيتنام، وتحرير كوريا، وتحرير دول أمريكا اللاتينية، وغير ذلك من تجارب. كما لا يخفى عليكم أن بيت القصيد في مناهج التعليم أن تزرعوا في نفوس أبناء شعبكم الحبَّ لرب العالمين، والخوف منه، والإحساس الدائم برقابته؛ فهذا سيرفع من حماسة الشعب للعمل، فهو لا يحتاج إلى شرطي يراقب أعماله، ولا إلى سوطٍ يقود حركته، إنما يتحرك من تلقاء نفسه، فهو يعمل لينجو بنفسه قبل أن ينجو بمجتمعه. ولتكن هذه المناهج على أحدث المستويات العلمية والعالمية، فإننا نريد لأبنائنا تنشئة متكاملة متوازنة، يرقى بها بالأمة بكاملها، ولنعلم أننا لن نحقق نصرًا بجيلٍ متخلف عن ركب العالم، ونحن أمة العلم، وقد بدأ دستورنا بكلمة "اقرأ"، فلنكن على هذا القدر الذي ارتضاه الله لنا. عاشرًا: عليكم أيها الزعماء الأجلاء بالالتفات - وبقوة - إلى المنظومة الإعلامية في بلادكم، فما تقومون به من إصلاح في التعليم والشارع والمؤسسات ثم إن الإعلام لا بُدَّ أن يحفظ قضية فلسطين حيَّة في نفوس شعوبكم، ولا بد أن يستعمل الألفاظ التي ترسِّخ الحق وتؤكده، فبدلاً من أن يقول إسرائيل فليقُلْ الكيان الصهيوني الغاصب، وبدلاً من أن يقول القتلى الفلسطينيين فليقل الشهداء، وبدلاً من أن يقول أفراد المقاومة فليقل المجاهدون، فإنَّ هذه الأمور تؤثر تأثيرًا بالغًا على فكر الشعوب وحماستها. إننا بالجملة - أيها الكرام - نريد إعلامًا جادًّا يتناسب مع قيمة الأمة الإسلامية وعظمتها، ولئن كان التعليم هو الأداة الأولى لتشكيل الأجيال وصياغتها، فإن الإعلام هو الأداة المكمِّلة لهذا التشكيل، فلتضعوا هذا الأمر نُصب أعينكم، ولتعيروه كل اهتمامكم. كانت هذه هي نصيحتي العاشرة، فتلك عشر كاملة. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. لقد مَنَّ الله U عليكم بشرف عظيم، فأنتم تقودون خير أمة أُخرجت للناس، فلا ترضوا بصِغار الأهداف، ولا بسفاسف الآمال، إنما احرصوا على استغلال أعماركم وسلطاتكم وقدراتكم في سبيل عزّة هذه الأمة ورفعتها.. واعلموا أن الحياة مهما طالت فهي قصيرة، وأن المُلْك مهما اتسع فهو منقطع، وأن الساعة لا ريب فيها، وأنكم إلى الله راجعون. فليُعِدَّ كلٌّ منكم جوابًا لسؤال مالك المُلك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. واعلموا - أيها الزعماء الأجلاء - أنه ما دفعني إلى هذه النصيحة إلا الخوف عليكم، والرغبة في فلاحِكُم، ولقد قال الفاروق عمر بن الخطاب t يومًا لرجل نصحه: "لا خيرَ فيكم إنْ لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها". وقد نقلت ما عندي من لساني إلى آذانكم، ومن قلبي إلى قلوبكم، فاللهُمَّ قد بلغت، اللهم فاشهد. أسأل الله U أن يشرح صدوركم، وأن يصلح أعمالكم، وأن يرزقكم البطانة الصالحة، وأن ينعم عليكم بحب القرآن، واتّباع خير الأنام محمد r. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل. وأسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين. د. راغب السرجاني
المسجد الأقصى بين خطر التهويد والهدم
الحرب الصهيونية على غزة
ثالثًا: من أبرز أسباب الأزمة التي تعيشها الأمة، والتي تعتبر قضية فلسطين أحد أبرز مظاهرها، مسألة الفُرقة التي يعيشها المسلمون بكل أبعادها. ومن هنا فلا تحرير لفلسطين ونحن مشتتون ممزقون، فبادروا إلى توحيد كلمتكم، وسارعوا إلى تجميع قوتكم، فإن يد الله U مع الجماعة كما أخبر رسولنا الأكرم r [3]. ولنبدأ بالوَحدة الداخلية في كل قُطر، حيث يصطلح الحاكم مع شعبه، ويبدأ في تجميع كل القُوى في وطنه لخدمة أهداف المجتمع ككل، ولا داعي للتصادمات العنيفة التي نراها في كثيرٍ من الأقطار، والتي يكون من جرَّائها تهميش قوى فاعلة، وإقصاء عناصر جيدة، وهذا أمرٌ بالغ الضرر على الفرد والمجتمع. الرؤساء والملوك العرب
الموازين العالمية، وهذا أمر عجيب بالنظر إلى الدول الأعضاء فيها، وقوة إمكانياتها، فنحن نريد وحدة على غرار وحدة الاتحاد الأوربي وأفضل؛ فمقومات الوحدة عندنا أعلى بكثير من مقومات الوحدة عندهم، ومِن ثَمَّ فإنه يجب علينا أن نكون أكثر تماسكًا منهم، ثم ليتسع مجال الوحدة أكثر وأكثر ليضم كيانات العالم الإسلامي كله، وما أروع هذا الكيان الذي يضم كل الدول العربية، إضافةً إلى تركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان ونيجيريا وغير ذلك من دول العالم الإسلامي! وليس هناك مانع أن يكون الأمر في البداية اتحادًا كونفدراليًّا يحافظ على كينونة كل دولة، ولا يتْرك فيها زعيمٌ مكانه، فهذه خطوة نحو الوحدة الشاملة، فليكن من أهدافنا الآن أن نفتح الحدود، وأن نلغي القيود الجمركية والاقتصادية، وأن نجعل القرارات المتفق عليها بين الدول المتحدة قرارات ملزمة، وأن نقف وقفات جادة مصيرية مع الدول المتضررة كفلسطين والعراق والسودان وغيرها. الاتحاد الأوربي
خامسًا: قضية فلسطين ليست قضية قومية خاصة بالفلسطينيين فقط، فهذا أمر لا بُدَّ أن تدركوه، وستنبني عليه أعمال كثيرة، فنحن - المسلمين - مطالبون بتحرير كل الأراضي الإسلامية المحتلة في كل مكان، وهذا فرضٌ في الشريعة كالصلاة والصيام، وهي مسألة سنُسأل عنها جميعًا أمام الله U، كلٌّ حسب موقعه وقدراته، وأنتم مواقعكم عظيمة، وقدراتكم جليلة، فكونوا على قدر هذه المكانة المهيبة. فلسطين قضية إسلامية
سادسًا: أثبت التاريخ أن الحل الوحيد لتحرير فلسطين هو الجهاد والنضال والكفاح، وفي حالتنا - نحن المسلمين - لا يكون الجهاد إلا في سبيل الله، ولا توجد وسيلة أخرى لإخراج المحتلين، أو لردِّ الحق لأهله؛ فالجيوش الغاصبة لا "تُقنع" بالخروج، ولكن "تُرغم" على ذلك، والصهاينة على وجه الخصوص لا يفهمون إلا هذه اللغة، ومن ثَم فإنه يلزمكم أن تدعموا الفصائل المجاهدة في فلسطين، وعلى رأسها حماس والجهاد وكتائب الأقصى، وكل من وَضَحَتْ في عينه الرؤية في هذه القضية، ولا تخشوا من الحروب؛ فإنها سبيل العزة والكرامة، ولن نموت قبل الموعد الذي كتبه الله U، ولن تغضب شعوبكم للدمار الذي سيلحق ببعض منشآتنا وديارنا؛ فإن الشعوب الإسلامية - والله - تتحرق شوقًا ليومٍ تحمل فيه السلاح، وتجاهد الصهاينة مهما كانت الأثمان، ولتحسنوا الإعداد لهذا اليوم الكريم، ولتجهزوا جيوشكم بأفضل سلاح، وأقوى عُدَّة.. ولقد أصبح العالم الآن سوق سلاح مفتوحة، فلا تعتمدوا على مصدر واحد قد يغدر بكم في أي لحظة، ولتسعوا للحصول على السلاح النوويّ الذي يمتلكه الكيان الصهيوني، فهو ليس حلالاً لهم وحرامًا علينا، ولتزيدوا من أعددا الجيوش الإسلامية حتى ترهبوا عدوَّ الله، ولترفعوا من ميزانيتها، ولتختاروا لها أهل الخبرة والأمانة، ولتبثُّوا في نفوس جنودكم حبَّ الجنة، فإنهم عند ذلك سيدفعون أرواحهم راضين في أرض القتال، وعندها لن يقف أمامهم أحد، فمَنْ هذا الذي يستطيع أن يقاتل قومًا يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة! الجيوش الغاصبة تُرغم على الخروج
في خطأ الاعتراف بالكيان الصهيوني مبررًا لكم أن تكملوا السير في طريق الأخطاء؛ فكل دول العالم تراجع معاهداتها واتفاقياتها، فما كان متعارضًا مع أمنها القومي ألغته بآليات الإلغاء المعروفة عالميًّا، وجميع رجال القانون يقولون إن هذه المعاهدات الدولية سياسيَّة في المقام الأول، وبالتالي فالقرار فيها يرتبط بسياسة الدول وأمنها أكثر مما يرتبط بالقوانين الدولية، والعالم كله يعرف أن الصهاينة اغتصبوا الأرض في فلسطين، لكنهم لا يتكلمون؛ إمَّا خوفًا من أمريكا واليهود، وإمَّا لأنهم يرون أصحاب الحق لا يدافعون عن حقوقهم، أمَّا نحن فلا نخشى إلا الله، والله U في عقيدتنا أقوى من أمريكا واليهود والخلق جميعًا، ولقد قال تعالى في كتابه الكريم يطمئنكم ويطمئن عامَّة المؤمنين: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11]. اتفاقية كامب ديفيد والاعتراف بإسرائيل
مدى التعاطف الذي ناله أردوجان بموقفه من الرئيس الصهيوني شيمون بيريز في ملتقى دافوس الاقتصادي، فسوف تحققون أضعاف ذلك إن شاء الله، هذا غير التوفيق الرباني لكم حيث رضيتم بشرعه، وعملتم لأجله. موقف أردوجان في منتدى دافوس
اليهود على الرغم من التعدّيات الصارخة على الحقوق، بل والتعدّيات على الأمم المتحدة نفسها. الهيمنة الصهيونية على مجلس الأمن
والهيئات قد يهدمه الإعلامُ في لحظة واحدة، فلتجعلوا إعلامكم إعلامًا هادفًا صالحًا، يسعى لخير الأمة وصلاحها، لا إلى إفسادها وتضليلها، وليس مقبولاً أن تسمحوا بإباحيةٍ ومجون يفسد عقول الشباب، ويقتل همَّتهم، وأنتم قد ملكتم ومُكِّنتم. الإعلام العربي يساوي بين الضحية والجلاد!!
نقلا عن موقع قصة الاسلام
٢٠٠٩/٠٥/١٨
أنا والـفيسبوك وهوايا
رأيت رؤية في منامي
رأيت انني أتصفح الـfacebook في غرفة مظلمة, وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالس خلفي, ولكنه كان غير راضي عن تصفحي لهذا الموقع.
بعد أن أستيقظت من نومي حاولت أن أأول الرؤية بأى معني أخر ,بسبب تعلقي الشديد بالـfacebook ,ولكن للأسف فالرؤية واضحة كالشمس, فهي ترشدني الى ضرورة تركه لأنه اثر تأثيرا سلبيا على قلبي, وقد فعلت ولله الحمد فقد تركته بعد صراع شديد مع هواي.
ففي أول الأمر أقنعني الشيطان بأهمية الاشتراك في الـfacebook -تماماً كما أقنعني بالمدونة- ماعلينا, وذلك من أجل الدعوة الى الله ومساندة القضايا الاسلامية و........
ولكني في كل مرة أدخل ذلك الموقع ,بداية أفعل هذه الاشياء أو أوهم نفسي أنني فعلتها ثم لا أخرج من الـ facebook الا مفتونة.
مفتونة!!
نعم مفتونة.
فأول ما يفتـنني هو ما اضعه من معلومات بسيطة عن نفسي, والتي تجعل قلبي يفتن ويقول "ياسلام يابت ياهبة ده انتى مافيش منك اتنين" وبالفعل تأتيني الرسائل والتعليقات التي تمتدح تقواي , وطبعا لو اطلعوا على قلبي لوجدوا ما لا يسر.
فأنا على قناعة بأن رضا كل الناس عني لا يمكن ان يدخلني الجنة ما دام الله المطلع على قلبي غير راض , اما رضا الله وحدة ولو سخط كل الناس فقط ما يمكن ان يدخلني الجنة.
كان لدي صراع نفسي و كثيراً ما قررت أن أقاطع الـfacebook فرارا بديني ولكن سريعا ما أعود بعد اقتناعي بضرورة الدعوة الى الله من خلاله, حتى رأيت تلك الرؤية.
***ادعولي بالثبات***
٢٠٠٩/٠٥/٠٢
من فوائد الرخامة
واحد قريبي ملتزم , والدته بتقوله تتجوز هبة ولا فلانة؟
قالها لاء فلانة.
قالتله يابني خد هبة, هبة كويسة.
قالها لاء مش عايز هبة هاخد فلانة وخلاص.
قالتله يا ابنى خد هبة دي هبة كذا وكذا وكذا و.....
قالها: وانا أعمل ايه بكذا وكذا وكذا اذا كانت رخمة.
ماما ربنا يكرمها هي الى وصلتلي الحوار ده عشان تحرق دمي يمكن ربنا يهديني وأغير أستراتيجيتي في التعامل مع الأقارب, بس سبحان الله اول ما سمعته منها قعدت اضحك.
اوعوا تفتكروا انتو كمان ان انا كنت بضحك من فرط الرخامة
هو بيقول عليا رخمة عشان مش بهزر معاه ومش بكتر في الكلام زي فلانة اياها
بس ازاي يفهم وقاري أمام الاجانب على انه رخامة, المفروض انه ملتزم و فاهم ان دي مش رخامة دى محاولة لعدم الخضوع بالقول, مش هو بردوا حافظ القرآن ومرت عليه الآية دي
( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفً) من سورة الاحزاب
لو كان ملتزم حقيقي كان هيفهم سبب رخامتي في معاملته قصدي وقاري وهدوئي
كان هيدرك ان ده تنفيذ لكلام الله , مش لاسمح الله رخامة
انا كنت بقول ان الشاب ده كويس اوي ما شاء الله اخلاقه عالية ومتدين بس اوحش حاجة فيه ان لما فلانة اياها بتهزرمعاه بيجاريها وبيتمادي فى الكلام معاها, بس كنت بحاول اكدب نفسي واقول لاء ده كويس انا الى فاهمة غلط
بس سبحان الله تنفيذي لكلام الله فى موضوع (عدم الخضوع بالقول)هو الى كشفه على حقيقته -والله أعلم- وهو الى كفاني شر مرضي القلوب.
صدقت يارب لما قلت (الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) سورة النور
ومن هذا المنطلق ادعوا جميع الاخوات الفاضلات الى الـ.... وقار والهدوء امام الاجانب من الرجال حتى وان كانوا ذوي قربى
بس أنا بأخلي مسؤليتي من دلوقتي لو ان نسبة العنوسة ارتفعت في البلد.
٢٠٠٩/٠١/٢٥
ألا شكرا أولمرت
كتب د/ راغب السرجاني
كثيرًا ما يأخذ الجبابرة والطغاة قراراتٍ مصيريةً يكون فيها كثير من النفع للأمة
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} (المدثر: 31).
وفي القرآن الكريم نجد قصة فرعون كبير الطغاة في العالم، ومضرب المثل لهم، وقد رأينا أنه جمع جيشه بكامله لمطاردة النبي موسى عليه السلام، ومَن معه من بني إسرائيل، ثم شاهد بعيني رأسه المعجزة الخارقة وانشقاق البحر؛ لكنه ما اعتبر ولا اتعظ، فأخذ القرار المتكبّر بخوض البحر المشقوق ليكمل
المطاردة اللئيمة، فقاد قومه إلى الهلكة، وتحقق النفع للمؤمنين، وبعده جاء فرعون الأمّة الإسلامية أبو جهل، الذي أصرّ على دفع قومه إلى القتال ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر، على الرغم من معارضة قادة مكة لهذا القتال، ومع ذلك تمّ القتال، فكان يوم الفرقان بآثاره المجيدة على الأمة، وتداعياته الخطيرة على المشركين..
وفي 27 ديسمبر سنة 2000 قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق شارون بزيارة المسجد الأقصى، في موقف لا داعي له مطلقًا، وليس من ورائه فوائد كثيرة، إلا أن الله أراد أن يكون هذا الحدثُ العابرُ شرارة الانطلاق للانتفاضة الفلسطينية المباركة، التي مازالت آثارها الحميدة موجودة إلى الآن..
وفي 27 ديسمبر سنة 2008 أخذ أولمرت قرارًا غاشمًا بضرب غزة عسكريًّا جوًا وبحرًا ثم أرضًا آملاً أن يُقصي حماس عن قيادة قطاع غزة، وراغبًا في إبعاد الإسلام عن معادلة الصراع، ومحققًا آمال العلمانيين من الفلسطينيين والعرب الذين يرغبون في عودة أبي مازن وأعوانه إلى قيادة القطاع..
لكنْ تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السفن!
يقول تعالى : }إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا{ (الطارق: 15، 16).
حقًا.. ألا شكرًا لأولمرت!!
لقد حقق أولمرت بهذه الخطوة الهوجاء فوائد جمّة للأمة الإسلامية لا يمكن حصرها في مقال واحد..
ولعلّ من أعظم هذه الفوائد كشف الأوراق وتوضيح الرؤية..
لقد وضحت أمور كثيرة للشعوب الإسلامية وكذلك للعالم أجمع، وكنا نحتاج في الحقيقة إلى عشرات السنين، فإذا بقرار أولمرت الغاشم يحقق هذه الرؤية الواضحة، في أقل وقت، وبشكل حاسم.
لقد كُشفت أوراق معظم الحكّام العرب بشكل واضح وجلي، وظهر التعاون
الأكيد مع الكيان الصهيوني ضد مصلحة الشعب الفلسطيني وضد مصلحة القضية برمتها.. والحقُ أن أوراق هؤلاء الحكام مكشوفة منذ زمن، إلا أن الأمر الآن ازداد وضوحًا، حتى صار موضع إنكار من الغربيين أنفسهم، ولسنا ببعيدين عن انتقاد سكرتير الأمم المتحدة بان كي مون للقادة العرب الذين تخاذلوا عن نصرة إخوانهم في فلسطين، وفشلوا في كل شيء حتى في مجرد الاجتماع والكلام!!
لقد حرص الزعماء العرب في سنة 1948 على القيام بتمثيلية حرب ضد اليهود وكأنهم يحررون فلسطين، ولكنها كانت تمثيلية لتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين، فقد كانت الجيوش العربية تحت زعامة إنجليزية، وما حاربت الجيوش العربية إلا في المناطق التي قسمتها الأمم المتحدة للعرب في قرار التقسيم الظالم سنة 1947، ولم تدخل الأراضي المقسومة لليهود إلا مرة واحدة على سبيل الخطأ، وقام الجيش العراقي الذي أخطأ بدخول الأراضي المقسومة لليهود بالانسحاب فورًا منها بناءً على أوامر الجامعة العربية..
لقد كانت تمثيلية حقيرة بكل المقاييس!!
وصلت في حقارتها إلى أنهم قاموا باعتقال كل المجاهدين من مصر وسوريا والأردن، ووضعوهم في السجون بتهمة الجهاد في فلسطين ضد اليهود..
هذه كانت تمثيلية سنة 1948..
لكنْ في غزة "ديسمبر 2008" وما بعده لم تكن هناك تمثيلية، إنما كان اللعب على المكشوف!
لم يكلّف الزعماء العرب أنفسهم بحبك تمثيليةً لخداع الشعوب؛ أنهم يقاتلون من أجل فلسطين، أو تمثيلية لإقناعهم أنهم مازالوا شرفاء كرماء أوفياء للوطن والدين..
لم يكلف الزعماء العرب أنفسهم عناء الخداع والغش..
بل أعلنوها صريحة واضحة: إننا لا نهتم لا من قريب ولا من بعيد بهذه الأحداث الدامية في أرض غزة.. لن يتحرك جيشٌ، ولن تقطع علاقة مع الكيان الصهيوني، ولن يوقفُ تطبيع، ولن ينقطعَ ضخّ الغاز إلى اليهود، ولن يمارسَ أيُّ ضغط على الحكومة الإسرائيلية، بل أعلنوا – وبجرأة عجيبة- أنهم ضد الحكومة الفلسطينية التي اختارها الشعب بنفسه، وأنهم سيقفون مع السلطة الفلسطينية القديمة بقيادة أبو مازن، وهي السلطة التي لفظها الشعب وكرهها بعد رؤية سرقاتها ومنكراتها، وبعد تفريطها في حقوق الفلسطينية، وبعد ولائها الصريح لليهود والأمريكيين..
لقد كُشفت الأوراقُ كأوضح ما يكون..
لقد ذكر الدكتور مصطفى الفقي، وهو أحد أكبر رجال الحكومة المصرية، في حوار معه في جريدة الأهرام المصرية يوم الجمعة 16 يناير 2009 أن مصر لن تسمح بقيام إمارة إسلامية على حدودها الشرقية! وأن هذا مسألة أمن قومي!!
فالأمن القومي المصري يخشى من قيام حكومة ذات توجّه إسلامي كحكومة حماس في فلسطين، لكن الأمن القومي المصري لا يجد غضاضة في قيام دولة عسكرية صهيونية نووية في ذات الأرض المجاورة أرض فلسطين!
لقد أصبحت حماس في حسابات بعض الزعماء العرب أخطر من أولمرت وباراك وليفني!!
هل يمكن أن يقول عاقل مثلَ هذا الكلام؟!
إنه كلام غير مقبول لا عقلاً ولا شرعًا..
لكن هذا الكلام قيل بالفعل..
إن المسألة كما يقولون مسألة آمن قومي!
إنهم يخشون بوضوح أن ينتقل النموذج الإسلامي الذي تطبقه حماس إلى غيرها من الدول المحيطة.. فهم يدركون تمامًا أن حماس لا تفكر في غزو مصر أو الأردن أو السعودية، ولا تفكر في منافسة الزعماء العرب على كرسي حكمهم، لكنهم يخشون تمام الخشية من إعجاب الشعوب الإسلامية بهذا النموذج، ومن ثم تطبيقه في البلاد المختلفة، وعندها ستضيع الكراسي والسلطات، وتصبح الكلمة الأولى للإسلام، وهذا ما يرفضونه تمامًا..
إن الزعماء العرب ينظرون للإسلاميين على أنهم منافسون لهم في الحكم، ولذلك يكرهونهم بل يمقتونهم، والجميع يعرف أن الدكتور مصطفى الفقي على سبيل المثال لم يدخل مجلس الشعب المصري إلا بعد تزوير الانتخابات في دائرته الانتخابية، وإقصاء الرجل الإسلامي الذي كان ينافسه.. إنهم يعلمون أن الشعوب لو تُرك لها حرية الاختيار ستختار نظيف اليد سليم العقيدة، ولن تختار من عاش لنفسه فقد ولم ينظر مطلقًا إلى مصالح الأمّة..
لقد أعلنها الحكام صريحة: نحن ضد رغبات الشعوب، وضد الإسلاميين، وضد النظافة والشرف والكرامة والمجد..
إن أولمرت صديق، وإسماعيل هنية عدو.
وليفني تمثل شرعية قانونية سليمة، أما الزهّار فشرعيته مفقودة، ودولة إسرائيل دولة حقيقية، أما دولة فلسطين فدولة وهمية..
وهذه الأمور كانت واضحة منذ زمن.. لكنها ازدادت وضوحًا بعد رعونة أولمرت الأخيرة، وقصفه الوحشي لقطاع غزة..
إنّ كشف الأوراق هذا مرحلةٌ إيجابية جدًّا، وهي تحمل مبشراتٍ عظيمة، لأن التاريخ يعلمنا أن التغيير الحقيقي في الأمم لا يحدث إلا بعد أن تكشف أوراق الجميع.. فتعلم الشعوب مَن الصالح ومَن الطالح، ومن المجاهد ومن المنافق، ومن الذي يدفع روحه لنجدة شعبه، ومن الذي يدفع أرواح شعبه بكامله لينقذ روحه!
إنها بشارات خير وأمل..
{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} (الإسراء: 51).
ونسأل الله أن يعزّ الإسلام والمسلمين.
نقلا عن موقع قصة الأسلام
٢٠٠٩/٠١/١٠
ماذا تفعل من أجل غزة؟
د. شريف عرفة
أثناء عملي في مجال التنمية الذاتية, عرفت أن هناك نوعين من البشر.
النوع الأول: هناك من يتكلمون ويجعجعون ويلومون الحياة؛ لأنها ليست كما يريدون لها أن تكون.
النوع الثاني: وهناك من يغيِّرون ما لا يعجبهم, ويصلون إلى أهدافهم.
كلنا يرى ما يحدث في غزة الآن.. والأوراق مختلطة إلى الحد الذي جعل العرب يشتبكون مع بعضهم, لدرجة تجعلك تعجب بعبقرية العدو الصهيوني وهوان العرب..
ما الذي يمكن عمله؟..
أنت ترى عشرات الشهداء والجرحى يوميا على شاشات التلفزيون.. غزة تقصف وتجتاح برا وبحرا وجوا..
فما هو رد فعلك؟
هل أنت من النوع الأول: تلوم الحكَّام الخونة أو العدو الغاشم أو حتى الزمن الغادر.. وأنت جالس في مكانك تقلب في أزرار الريموت كنترول, غير عالم أن سلبيتك سببا من أسباب ما يحدث لهم؟
أم إنك من النوع الثاني؟..
يقول البعض: إنه لا يوجد شيء يمكننا عمله.. إلا أنني أقول: إن في يدك الكثير جدا جدا.
لقد جاء الله -سبحانه و تعالى- بنا إلى هذه الدنيا؛ كي يقوم كل منا بدور معين في الحياة, كل في حدود إمكانياته..
يمكنك أن تعرف ببساطة, هل تقوم بهذا الدور فعلا؟
لا أطلب منك أن تحرر القدس أو توقف القصف أو تذهب لفتح معبر رفح أو اغتيال من لا يعجبك.. لا أعتقد أن هذا يقع في حدود إمكانياتك, لكن هذا لا يعني أن تظل في مكانك قائلا العبارة الكلاسيكية: "مفيش فايدة!".
هناك الكثير في استطاعتك.. قم بما تستطيع عمله وما في يدك الآن.. وهذه الخطوة هي ما سيصنع فارقا ويعطي قيمة لحياتك.
أولاً: نفتح المعبر, أم لا؟
أيا كانت إجابتك, فهي لا تفيد الآن.. لكن لكي تجعل لرأيك قيمة حقيقية, اذهب الآن واستخرج (بطاقة انتخابية).. كي تقول لا لـ"مبارك" (اعتراضا على موقفه) أو نعم لـ"مبارك" (تأييدا لموقفه) في الانتخابات القادمة..
كي تكون مسئولا عن موقف بلادك, شارك في صنع سياستها بنفسك واختر رئيسك!
آخر موعد هو شهر يناير الحالي (فاضل أيام..):
اذهب اليوم إلى قسم الشرطة التابع لك, ومعك البطاقة وصورة شهادة الميلاد.. "بس كده"!.
كي يكون لك الحق في أن تقول رأيك.
ثانيا: تبرَّع
هناك أناس يموتون أمامك.. لا يوجد من هو أكثر احتياجا منهم لأي مساعدة منك؛ فلماذا لا تتبرع لهم بأي مبلغ, قد يضيع في خروجة مع أصحابك يوم الخميس؟!..
لا تقل إنهم لا يحتاجون المال في هذه اللحظة.. قم بما في استطاعتك أنت, طالما لا تمتلك السلطة لإيقاف هذا العدوان الوحشي عليهم.
المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة - القاهرة
هاتف:
002024091811
002024091810
فاكس:
002024092823
لجنة الإغاثة الإنسانية/ نقابة الأطباء
هاتف:
فاكس:
002027963685 7943166 00202-7962751
بنك فيصل الإسلامي
رقم الحساب: 187460 حساب تبرعات
اتحاد الأطباء العرب
لجنة الإغاثة والطوارئ
القاهرة: 42 ش القصر العيني - دار الحكمة ت/27961792
مدينة نصر: 7 ش على أمين - تقاطع ش الطيران بجوار المخبز الآلي ت/24019369
الإسكندرية: 22 شارع بورسعيد - الشاطبي
ت/ 035907590
موبيل/0103226244
للتبرع عن طريق التحويلات البنكية:
رقم الحساب: 0/1/21090 بنك قناة السويس - الدقي
أو cib البنك التجاري الدولي
1090002914
ليصلك المندوب في حالات المبالغ الكبيرة نسبيا :
موبيل 0104002121
ثالثا: الاتصالات
توجه إلى أقرب سنترال أو كابينة تليفون أو من أي تليفون محمول.
* اطلب كود فلسطين (00970) + كود غزة (08)
* اطلب سبعة أرقام بشكل عشوائي على أن تبدأ بثلاثة أرقام من الأرقام الآتية: (213- 205 – 206 – 282 – 283 – 284 – 286)
أن تتصل ببشر تَنزِل عليهم الصواريخ يوميا أمام عينيك على شاشات الفضائيات, لهُوَ شيء إنساني من الدرجة الأولى..
قل لهم: إنك معهم.. إنك تدعو الله من أجلهم.. إن الشعب المصري شعب طيب لا يحب أن يرى الأبرياء يقتلون..
صدقني.. ستغير هذه المكالمة الكثير في حياتك؛ لأنك لن تكون خلف شاشة التلفاز تشاهدهم, بل ستكون هناك بنفسك, تشد من أزرهم وتربت على أكتافهم..
رابعا: الدعاء
بعد أن تقوم بكل ما عليك تجاه شعب غزة, يمكنك الآن أن تدعو الله وأنت موقن بالإجابة..
حين تدعو قبل الامتحان دون أن تذاكر, فإن الله لن يستجيب لك؛ لأنك لم تأخذ بالأسباب قبل الدعاء..
ادعُ الله من قلبك أن يكشف هذه الغمَّة.. ونقِّ قلبك من الكراهية لأي أخ عربي, أيا كانت الخلافات السياسية أو الفكرية.. دعونا نكن صفا واحدا..
أو على الأقل.. نحلم بأن يأتي هذا اليوم.
كل ما أرجوه أن يقوم كل منَّا -الآن- بواجبه.. كلُّ في حدود قدرته..
دعونا نكن خير أمة أخرجت للناس فعلا, وليس مجموعة من الخِراف, التي تنتظر دورها في طابور قصير أمام الجزار.
نقلا عن موقع بص وطل