المتابعون

٢٠٠٩/٠١/٢٥

ألا شكرا أولمرت

كتب د/ راغب السرجاني
كثيرًا ما يأخذ الجبابرة والطغاة قراراتٍ مصيريةً يكون فيها كثير من النفع للأمة
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} (المدثر: 31).

وفي القرآن الكريم نجد قصة فرعون كبير الطغاة في العالم، ومضرب المثل لهم، وقد رأينا أنه جمع جيشه بكامله لمطاردة النبي موسى عليه السلام، ومَن معه من بني إسرائيل، ثم شاهد بعيني رأسه المعجزة الخارقة وانشقاق البحر؛ لكنه ما اعتبر ولا اتعظ، فأخذ القرار المتكبّر بخوض البحر المشقوق ليكمل

المطاردة اللئيمة، فقاد قومه إلى الهلكة، وتحقق النفع للمؤمنين، وبعده جاء فرعون الأمّة الإسلامية أبو جهل، الذي أصرّ على دفع قومه إلى القتال ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر، على الرغم من معارضة قادة مكة لهذا القتال، ومع ذلك تمّ القتال، فكان يوم الفرقان بآثاره المجيدة على الأمة، وتداعياته الخطيرة على المشركين..

وفي 27 ديسمبر سنة 2000 قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق شارون بزيارة المسجد الأقصى، في موقف لا داعي له مطلقًا، وليس من ورائه فوائد كثيرة، إلا أن الله أراد أن يكون هذا الحدثُ العابرُ شرارة الانطلاق للانتفاضة الفلسطينية المباركة، التي مازالت آثارها الحميدة موجودة إلى الآن..

وفي 27 ديسمبر سنة 2008 أخذ أولمرت قرارًا غاشمًا بضرب غزة عسكريًّا جوًا وبحرًا ثم أرضًا آملاً أن يُقصي حماس عن قيادة قطاع غزة، وراغبًا في إبعاد الإسلام عن معادلة الصراع، ومحققًا آمال العلمانيين من الفلسطينيين والعرب الذين يرغبون في عودة أبي مازن وأعوانه إلى قيادة القطاع..

لكنْ تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السفن!

يقول تعالى : }إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا{ (الطارق: 15، 16).

حقًا.. ألا شكرًا لأولمرت!!

لقد حقق أولمرت بهذه الخطوة الهوجاء فوائد جمّة للأمة الإسلامية لا يمكن حصرها في مقال واحد..

ولعلّ من أعظم هذه الفوائد كشف الأوراق وتوضيح الرؤية..

لقد وضحت أمور كثيرة للشعوب الإسلامية وكذلك للعالم أجمع، وكنا نحتاج في الحقيقة إلى عشرات السنين، فإذا بقرار أولمرت الغاشم يحقق هذه الرؤية الواضحة، في أقل وقت، وبشكل حاسم.

لقد كُشفت أوراق معظم الحكّام العرب بشكل واضح وجلي، وظهر التعاون

الأكيد مع الكيان الصهيوني ضد مصلحة الشعب الفلسطيني وضد مصلحة القضية برمتها.. والحقُ أن أوراق هؤلاء الحكام مكشوفة منذ زمن، إلا أن الأمر الآن ازداد وضوحًا، حتى صار موضع إنكار من الغربيين أنفسهم، ولسنا ببعيدين عن انتقاد سكرتير الأمم المتحدة بان كي مون للقادة العرب الذين تخاذلوا عن نصرة إخوانهم في فلسطين، وفشلوا في كل شيء حتى في مجرد الاجتماع والكلام!!

لقد حرص الزعماء العرب في سنة 1948 على القيام بتمثيلية حرب ضد اليهود وكأنهم يحررون فلسطين، ولكنها كانت تمثيلية لتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين، فقد كانت الجيوش العربية تحت زعامة إنجليزية، وما حاربت الجيوش العربية إلا في المناطق التي قسمتها الأمم المتحدة للعرب في قرار التقسيم الظالم سنة 1947، ولم تدخل الأراضي المقسومة لليهود إلا مرة واحدة على سبيل الخطأ، وقام الجيش العراقي الذي أخطأ بدخول الأراضي المقسومة لليهود بالانسحاب فورًا منها بناءً على أوامر الجامعة العربية..

لقد كانت تمثيلية حقيرة بكل المقاييس!!

وصلت في حقارتها إلى أنهم قاموا باعتقال كل المجاهدين من مصر وسوريا والأردن، ووضعوهم في السجون بتهمة الجهاد في فلسطين ضد اليهود..

هذه كانت تمثيلية سنة 1948..

لكنْ في غزة "ديسمبر 2008" وما بعده لم تكن هناك تمثيلية، إنما كان اللعب على المكشوف!

لم يكلّف الزعماء العرب أنفسهم بحبك تمثيليةً لخداع الشعوب؛ أنهم يقاتلون من أجل فلسطين، أو تمثيلية لإقناعهم أنهم مازالوا شرفاء كرماء أوفياء للوطن والدين..

لم يكلف الزعماء العرب أنفسهم عناء الخداع والغش..

بل أعلنوها صريحة واضحة: إننا لا نهتم لا من قريب ولا من بعيد بهذه الأحداث الدامية في أرض غزة.. لن يتحرك جيشٌ، ولن تقطع علاقة مع الكيان الصهيوني، ولن يوقفُ تطبيع، ولن ينقطعَ ضخّ الغاز إلى اليهود، ولن يمارسَ أيُّ ضغط على الحكومة الإسرائيلية، بل أعلنوا – وبجرأة عجيبة- أنهم ضد الحكومة الفلسطينية التي اختارها الشعب بنفسه، وأنهم سيقفون مع السلطة الفلسطينية القديمة بقيادة أبو مازن، وهي السلطة التي لفظها الشعب وكرهها بعد رؤية سرقاتها ومنكراتها، وبعد تفريطها في حقوق الفلسطينية، وبعد ولائها الصريح لليهود والأمريكيين..

لقد كُشفت الأوراقُ كأوضح ما يكون..

لقد ذكر الدكتور مصطفى الفقي، وهو أحد أكبر رجال الحكومة المصرية، في حوار معه في جريدة الأهرام المصرية يوم الجمعة 16 يناير 2009 أن مصر لن تسمح بقيام إمارة إسلامية على حدودها الشرقية! وأن هذا مسألة أمن قومي!!

فالأمن القومي المصري يخشى من قيام حكومة ذات توجّه إسلامي كحكومة حماس في فلسطين، لكن الأمن القومي المصري لا يجد غضاضة في قيام دولة عسكرية صهيونية نووية في ذات الأرض المجاورة أرض فلسطين!

لقد أصبحت حماس في حسابات بعض الزعماء العرب أخطر من أولمرت وباراك وليفني!!

هل يمكن أن يقول عاقل مثلَ هذا الكلام؟!

إنه كلام غير مقبول لا عقلاً ولا شرعًا..

لكن هذا الكلام قيل بالفعل..

إن المسألة كما يقولون مسألة آمن قومي!

إنهم يخشون بوضوح أن ينتقل النموذج الإسلامي الذي تطبقه حماس إلى غيرها من الدول المحيطة.. فهم يدركون تمامًا أن حماس لا تفكر في غزو مصر أو الأردن أو السعودية، ولا تفكر في منافسة الزعماء العرب على كرسي حكمهم، لكنهم يخشون تمام الخشية من إعجاب الشعوب الإسلامية بهذا النموذج، ومن ثم تطبيقه في البلاد المختلفة، وعندها ستضيع الكراسي والسلطات، وتصبح الكلمة الأولى للإسلام، وهذا ما يرفضونه تمامًا..

إن الزعماء العرب ينظرون للإسلاميين على أنهم منافسون لهم في الحكم، ولذلك يكرهونهم بل يمقتونهم، والجميع يعرف أن الدكتور مصطفى الفقي على سبيل المثال لم يدخل مجلس الشعب المصري إلا بعد تزوير الانتخابات في دائرته الانتخابية، وإقصاء الرجل الإسلامي الذي كان ينافسه.. إنهم يعلمون أن الشعوب لو تُرك لها حرية الاختيار ستختار نظيف اليد سليم العقيدة، ولن تختار من عاش لنفسه فقد ولم ينظر مطلقًا إلى مصالح الأمّة..

لقد أعلنها الحكام صريحة: نحن ضد رغبات الشعوب، وضد الإسلاميين، وضد النظافة والشرف والكرامة والمجد..

إن أولمرت صديق، وإسماعيل هنية عدو.

وليفني تمثل شرعية قانونية سليمة، أما الزهّار فشرعيته مفقودة، ودولة إسرائيل دولة حقيقية، أما دولة فلسطين فدولة وهمية..

وهذه الأمور كانت واضحة منذ زمن.. لكنها ازدادت وضوحًا بعد رعونة أولمرت الأخيرة، وقصفه الوحشي لقطاع غزة..

إنّ كشف الأوراق هذا مرحلةٌ إيجابية جدًّا، وهي تحمل مبشراتٍ عظيمة، لأن التاريخ يعلمنا أن التغيير الحقيقي في الأمم لا يحدث إلا بعد أن تكشف أوراق الجميع.. فتعلم الشعوب مَن الصالح ومَن الطالح، ومن المجاهد ومن المنافق، ومن الذي يدفع روحه لنجدة شعبه، ومن الذي يدفع أرواح شعبه بكامله لينقذ روحه!

إنها بشارات خير وأمل..

{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} (الإسراء: 51).

ونسأل الله أن يعزّ الإسلام والمسلمين.

نقلا عن موقع قصة الأسلام

٢٠٠٩/٠١/١٠

ماذا تفعل من أجل غزة؟

د. شريف عرفة

أثناء عملي في مجال التنمية الذاتية, عرفت أن هناك نوعين من البشر.
النوع الأول: هناك من يتكلمون ويجعجعون ويلومون الحياة؛ لأنها ليست كما يريدون لها أن تكون.
النوع الثاني: وهناك من يغيِّرون ما لا يعجبهم, ويصلون إلى أهدافهم.

كلنا يرى ما يحدث في غزة الآن.. والأوراق مختلطة إلى الحد الذي جعل العرب يشتبكون مع بعضهم, لدرجة تجعلك تعجب بعبقرية العدو الصهيوني وهوان العرب..
ما الذي يمكن عمله؟..
أنت ترى عشرات الشهداء والجرحى يوميا على شاشات التلفزيون.. غزة تقصف وتجتاح برا وبحرا وجوا..
فما هو رد فعلك؟
هل أنت من النوع الأول: تلوم الحكَّام الخونة أو العدو الغاشم أو حتى الزمن الغادر.. وأنت جالس في مكانك تقلب في أزرار الريموت كنترول, غير عالم أن سلبيتك سببا من أسباب ما يحدث لهم؟
أم إنك من النوع الثاني؟..
يقول البعض: إنه لا يوجد شيء يمكننا عمله.. إلا أنني أقول: إن في يدك الكثير جدا جدا.
لقد جاء الله -سبحانه و تعالى- بنا إلى هذه الدنيا؛ كي يقوم كل منا بدور معين في الحياة, كل في حدود إمكانياته..
يمكنك أن تعرف ببساطة, هل تقوم بهذا الدور فعلا؟
لا أطلب منك أن تحرر القدس أو توقف القصف أو تذهب لفتح معبر رفح أو اغتيال من لا يعجبك.. لا أعتقد أن هذا يقع في حدود إمكانياتك, لكن هذا لا يعني أن تظل في مكانك قائلا العبارة الكلاسيكية: "مفيش فايدة!".
هناك الكثير في استطاعتك.. قم بما تستطيع عمله وما في يدك الآن.. وهذه الخطوة هي ما سيصنع فارقا ويعطي قيمة لحياتك.

أولاً: نفتح المعبر, أم لا؟

أيا كانت إجابتك, فهي لا تفيد الآن.. لكن لكي تجعل لرأيك قيمة حقيقية, اذهب الآن واستخرج (بطاقة انتخابية).. كي تقول لا لـ"مبارك" (اعتراضا على موقفه) أو نعم لـ"مبارك" (تأييدا لموقفه) في الانتخابات القادمة..
كي تكون مسئولا عن موقف بلادك, شارك في صنع سياستها بنفسك واختر رئيسك!
آخر موعد هو شهر يناير الحالي (فاضل أيام..):
اذهب اليوم إلى قسم الشرطة التابع لك, ومعك البطاقة وصورة شهادة الميلاد.. "بس كده"!.
كي يكون لك الحق في أن تقول رأيك.

ثانيا: تبرَّع

هناك أناس يموتون أمامك.. لا يوجد من هو أكثر احتياجا منهم لأي مساعدة منك؛ فلماذا لا تتبرع لهم بأي مبلغ, قد يضيع في خروجة مع أصحابك يوم الخميس؟!..
لا تقل إنهم لا يحتاجون المال في هذه اللحظة.. قم بما في استطاعتك أنت, طالما لا تمتلك السلطة لإيقاف هذا العدوان الوحشي عليهم.

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة - القاهرة

هاتف:

002024091811
002024091810

فاكس:
002024092823

لجنة الإغاثة الإنسانية/ نقابة الأطباء
هاتف:


فاكس:
002027963685 7943166 00202-7962751

بنك فيصل الإسلامي
رقم الحساب: 187460 حساب تبرعات

اتحاد الأطباء العرب
لجنة الإغاثة والطوارئ

القاهرة: 42 ش القصر العيني - دار الحكمة ت/27961792
مدينة نصر: 7 ش على أمين - تقاطع ش الطيران بجوار المخبز الآلي ت/24019369
الإسكندرية: 22 شارع بورسعيد - الشاطبي
ت/ 035907590
موبيل/0103226244

للتبرع عن طريق التحويلات البنكية:
رقم الحساب: 0/1/21090 بنك قناة السويس - الدقي

أو cib البنك التجاري الدولي
1090002914

ليصلك المندوب في حالات المبالغ الكبيرة نسبيا :
موبيل 0104002121

ثالثا: الاتصالات

توجه إلى أقرب سنترال أو كابينة تليفون أو من أي تليفون محمول.
* اطلب كود فلسطين (00970) + كود غزة (08)
* اطلب سبعة أرقام بشكل عشوائي على أن تبدأ بثلاثة أرقام من الأرقام الآتية: (213- 205 – 206 – 282 – 283 – 284 – 286)
أن تتصل ببشر تَنزِل عليهم الصواريخ يوميا أمام عينيك على شاشات الفضائيات, لهُوَ شيء إنساني من الدرجة الأولى..
قل لهم: إنك معهم.. إنك تدعو الله من أجلهم.. إن الشعب المصري شعب طيب لا يحب أن يرى الأبرياء يقتلون..
صدقني.. ستغير هذه المكالمة الكثير في حياتك؛ لأنك لن تكون خلف شاشة التلفاز تشاهدهم, بل ستكون هناك بنفسك, تشد من أزرهم وتربت على أكتافهم..

رابعا: الدعاء

بعد أن تقوم بكل ما عليك تجاه شعب غزة, يمكنك الآن أن تدعو الله وأنت موقن بالإجابة..
حين تدعو قبل الامتحان دون أن تذاكر, فإن الله لن يستجيب لك؛ لأنك لم تأخذ بالأسباب قبل الدعاء..
ادعُ الله من قلبك أن يكشف هذه الغمَّة.. ونقِّ قلبك من الكراهية لأي أخ عربي, أيا كانت الخلافات السياسية أو الفكرية.. دعونا نكن صفا واحدا..
أو على الأقل.. نحلم بأن يأتي هذا اليوم.

كل ما أرجوه أن يقوم كل منَّا -الآن- بواجبه.. كلُّ في حدود قدرته..
دعونا نكن خير أمة أخرجت للناس فعلا, وليس مجموعة من الخِراف, التي تنتظر دورها في طابور قصير أمام الجزار.

نقلا عن موقع بص وطل